نبضات قلب : جريدة المساء 21 مايو 2011


حق اللجـوء العـاطفي
السبت 21 مايو 2011
* هل تسمحين لي بالبوح بمشكلتي التي قد يراها البعض بسيطة ولا أراها كذلك؟
أنا يا سيدتي زوجة منذ خمس سنوات.. لرجل يعمل في شركة قطاع خاص يبدأ يومه من التاسعة صباحاً إلي الحادية عشر ليلاً لا نراه.. كل يوم هكذا وطوال الأسبوع في البداية ظننت الوضع مجرد فترة يستقر به العمل ثم يتفرغ لنا.. لكن ما حدث كان غير ذلك تماماً.. كان كل يوم ينشغل أكثر وأكثر.. تغاضيت عن ذلك خاصة بعد أن أنجبت وحاولت الانشغال بطفلتي لعلها تعطيني بعض السلوي عن غياب زوجي حتي يفرجها الله بعوته رغم أنه غير مسافر ولكنني اعتبرته هكذا حتي لا أجن.
منذ فترة قررت عدم الصمت علي ما يحدث وبدأت الحديث معه وطلبت منه الاهتمام بي وابنتيه فقال: بكرة.
تعجبت من الكلمة وقلت نتظر لبكرة.. ولكن هذا اليوم لم يأت. وهكذا عدت فطلبت منه أن يكف عن الاستهتار بي وبمشاعري فأنا سيدة تريد أن تشعر بدفء الحياة الأسرية وبعاطفة زوجها.. لكنه كرر نفس الكلمة.. بكرة.
ولا أدري هل لها معني آخر غير المعني الذي نعرفه؟.. لا أدري. إلا أنني قلت له كلمة أثارت غضبه ولم أعرف يوماً عنه أنه يغضب لأي شيء ولا يشعر بنا علي الاطلاق.
قلت له سيأتي اليوم الذي تطلب فيه حبي ووجودي بحياتك وسأقول لك: بكرة وتحولت كلمة بكرة إلي حكاية نقلها لكل عائلتي وقال هي تهددني بالخيانة.. أثار ضجة لا أعرف أن مصدرها سيكون هذه الكلمة.. حتي ان حماتي قالت لي: إن هذا التهديد لا تقوله إلا إنسانة غير محترمة.
التزمت الصمت ولم أرد عليها احتراماً لمن هي في سن أمي. وتركت البيت وذهبت إلي أسرتي التي أرادت في البداية أن تعرف التفاصيل فرفضت ثم جاء اليوم الذي كان لابد أن أبوح لهم بأن زوجي لا يقربني بالشهور.. ولا ينام معي في غرفتي إلا بعد نومي.. مما دفع والدي لأن يطلب منه كشفاً طبياً. وقد جاء هذا الطلب دون معرفتي فاتصل بي زوجي ساخطاً عليَّ وقال لي مالا أستطيع قوله واتهمني بالفجور وطلقني وتركني لدي أسرتي. وعندما عرفت قلت لأمي إن زوجي سليم معافي ولكن هناك ما يبعده عني.
ياسيدتي أنا أحب زوجي ولم أفكر لحظة في الابتعاد عنه.. ولكن ما حدث كان غصباً عني.. خالي يريد التدخل ووالدي يرفض ويقول إن ما فعله إهانة كبري لنا وأنا أرجو منك التدخل لدي والدي. فرغم غياب زوجي عني ورغم عصبيته غير المبررة وردوده التي لا معني لها.. إلا أنني أرغب في العودة إلي زوجي لأجل ابنتي ويا ليتك تدركين مثلي كم تعاني المرأة الحرمان من زوجها وهو بجوارها فقط بجسده لا روحه.. وقد حرمني زوجي الاثنان معاً.
أرجوك ساعديني.
الزوجة المعذبة
** لا أدري لماذا أشعر بأن هناك حلقة ناقصة في حكايتك.. أو لعلك قررت الاختصار فجاء ذلك علي حساب تسلسل الأحداث.. فلا يوجد منطق يدفع والدك لأن يطلب تحليلاً طبياً من زوجك إلا إذا كانت هناك شكوي أخري غير أنه ينام في غير حجرتك. ربما كان يأتي متأخراً متعباً ولا يريد ازعاجك. ربما ولا تحزني مني كنت أنت من العناصر الطاردة لشريك الحياة ولا تشعرين بذلك.. فقد تكونين كثيرة الشكوي والتأفف والانكار ـ مثلاً ـ أنا أفكر معك لنصل إلي الحل.. لأنك بادرت بالتوجه إليه طالبة حق اللجوء العاطفي إلي زوجك ولكنه لم يستجب.. بل قالها بسخرية ـ بكرة ـ وكأن الأمر لا يعنيه.. هذا الرجل الذي فضل الغياب في عمله وعن فراشه ثم غاب عنك لابد أن يكون خلفه شيء أكبر من مجرد عجز جنسي سارعت إلي نفيه إذن ما السبب الحقيقي؟.. هذا السؤال لا يمكن الإجابة عنه من طرف واحد وإنما لابد أن تكون الإجابة عنه في جلسة تضم حكماً من عندك وحكماً من عنده. وفي هذه الحالة يكون الحل الصحيح دون غضب تقولين الحقيقة ويقول الحقيقة.
تحدثي لوالدك واطلبي إليه عدم الانزعاج من تدخل خالك فهذا لن يقلل من شأنك ولعله فهم من الكلمة التي قلتيها له انك ستنصرفين عن حبه وعنه إلي رجل آخر فلا أحد يعلم أيضاً كيف عبرت عن ذلك.

عزيزتي: الكلام قد يُقال بأكثر من أسلوب ونبرة الصوت وطريقة تعبير الوجه.. كلها أدوات تساعد علي أن يكون للمعني أكثر من وجه.. ولهذا أقول لك راجعي نفسك وراجعي زوجك.. لعل الأمور تعود إلي نصابها.. وإن كنت أفضل زيارتك لمعرفة الحقيقة أو نصف الحقيقة.. لأنك تملكين النصف وهو النصف الآخر.
أما في حالة أن يكون المودة انتهت من بينكما فتأكدي أن الانفصال هو الحل الأمثل لكما ولطفلتكما.
************************************************
حبيبـي مطـربـاً..
السبت 21 مايو 2011
* الحب هو قدري الذي أحبه وأتمناه من كل قلبي. عمري 20 عاماً وأحب شاباً عمره 25 عاماً.
جمعنا الحب في قصة جميلة أراد أن يكللها بالزواج فرفضه أهلي.
في ذلك الوقت تقدم لي شاب من العائلة ووافقوا عليه.. لأنه يعمل في شركة قطاع خاص وحاصل علي دبلوم متوسط.
ولكنني لا أريد سوي حبيبي الذي انهار وتعب نفسياً بعد رفضه ومع ذلك تقدم مرة ثانية إليهم ولكنهم عاودوا رفضه والسبب في ذلك أنه يعمل في فرقة كمطرب لفترة مؤقتة والحقيقة أن هذا هو صميم دراسته فهو خريج كلية تربية موسيقية وهو سوف يسافر للعمل بالخارج قريباً ومع ذلك ضربوني وعذبوني كي أتركه وقد وصل ضربهم لي إلي حد الموت.
إنني أريد حلاً لهذه المأساة فأنا لن أستطيع أن أتحمل أكثر من ذلك وأهلي يرفضون كل طرق التفاهم مع العلم بأنني أزور أهل حبيبي وأودهم ويعاملونني معاملة حسنة كأنني ابنتهم وهذا ما يجعلني أصبر علي بلوتي.
أرجو ألا تقولي مثل أمي وكل الأمهات: إن الأهل يعرفون مصلحتي أكثر مني.. ومن يجب لي؟.. هل أيضاً. أرجوك لا أريد إلا حبيبي أرجوك ساعديني بسرعة.
بدون توقيع
** ياصديقتي لن يجب لك أحد.. المشاعر لا يستطيع أحد أن ينوب عن أحد فيها.. والتفكير السليم يقول إن تتزوجي من تريدينه ومن غير حرب بينك وبين أهلك.
ودعينا نفكر بهدوء.. الأم والأب لا يهمهما إلا سعادة أولادهما. لذلك هما يفكران بشكل عقلاني جداً لا تدخل العاطفة أو تتسرب إلي تفكيرهما.. هما يفكران في معيشتك وسعادتك بغض النظر عن العاطفة وقد صادف أن حبيبك لا عمل له إلا الغناء مع فرقة وما يملكه اليوم لا يجده غداً فأي أم ستكون مطمئنة لأن تعطي ابنتها التي تحبها لشاب كهذا؟.
ربما يكون أفضل إنسان في الدنيا من وجهة نظرك.. وربما كان عاشقاً لا مثيل له.. ولكن يا صديقتي المعايير الأخري غير متوفرة فلماذا لا تصبري علي الزواج قليلاً فمازلتما صغيران.. فإذا كان مسافراً ليعمل اصبري دون استفزاز لأهلك.. أرفضي العريس المتقدم إليك من العائلة ولا تتحدثي عن حبيبك المطرب حتي يعود ويكون لديه عمل يضمن لأسرتك معيشتك.. وقتها سيسعدهم أن تتزوجي بمن تحبين.. ولك تحياتي ولا تغضبي من خوف الأمهات علي بناتهن وأولادهن فهذا شيء فطري لا حل فيه.
فقط كل ما علي الأبناء أن يضعوا أنفسهم في مكان أهاليهم وعندها لن تميل الكفة ولن يجنح الميزان.
************************************************
لك.. وحدك
السبت 21 مايو 2011
* الصديقة/ فاتن ـ مدينة السلام
** الزواج يا صديقتي ليس سجناً نعاقب فيه. بل هو حياة تقوم علي الشراكة والتبادل والحب في كل شيء وإذا لم تعرفي معني للراحة في حياتك الزوجية فلماذا تحتملينها.. هذه مفاهيم خطأ تربينا عليها وهذا لايعني تحريضك والأخريات علي الطلاق وإنما يعني تحريضكن علي البحث خلف أسباب فشل العلاقة.
لماذا لا يكون هناك حوار مع زوجك.. أو بمعني أدق لماذا يختفي الحوار بين أي زوجين؟ لماذا تخاف المرأة أن تقول لزوجها: توقف أنا غير سعيدة معك وتذكر له الأسباب ويحاولان حلها؟
إن العلاقة بين الزوجين أسمي العلاقات فهي السكن والراحة وإذا لم يتوافرا فعلي كل منهما أن يجرب حظه مع آخر. ولكن أن يعيش حياة تعيسة فهذا خيار ظالم لأننا نحيا مرة واحدة فقط وتأكدي يا صديقتي أن حياة تعيسة لا يخرج منها أطفال أسوياء ولا عقول صحيحة.. لا تجعلي الأطفال حجتك» علينا أن نغير ثقافة مجتمعنا لصالح أن نحيا في سعادة وهذا لن يكون إلا إذا تغيرت مفاهيم كثيرة منها أنه ليس بالضرورة أن يكون الرجل والمرأة زوجين ولكن بالضرورة أن يكونا أبوين في حالة وجود أطفال. وليس بالضرورة إن لم تكونا زوجين ألا تكونا صديقين ويحترم كل منكما الاخر.
فكري في كلامي فليس هناك أهم من حياة يحياها المرء في سعادة وهناء واستقرار ولكن هذا لا يعني أن كل زوجين تقابلهما مشاكل يسارعان إلي الانفصال بالطلاق ولكن البحث عن السعادة المفقودة. فالله تعالي يقول: "لقد خلقنا الإنسان في كبد" والسعادة معناها نسبي وأهمها الرضا بالمقسوم والتعامل مع الأمر الواقع بحلوه ومره.. هذا هو فن الحياة.
*الصديق/ عبدالفتاح
** المرأة يا صديقي مثل الرجل هكذا شاء الله سبحانه وتعالي بل ميزها كثيراً عن الرجل عندما وضع الأشياء الشاقة علي كاهل الرجل وعليه أيضاً حمايتها والموت دونها وعليه أن يكفلها ومنحها حقها كاملاً في الميراث وفي أن تقر بما تريده في كل شيء وتوافق عليه.
فلماذا تحاول في الألفية الثالثة أن ترسخ أن المرأة متعة رخيصة للرجل يستبدلها كما يستبدل قميصه أو كرافتاته؟.. هذه رؤية لا تستقيم وشهاداتك إن كانت حقاً شهادات حقيقية وليست متخيلة كرؤيتك عن المرأة.. حاول أن تحترم جنس المرأة الذي يندرج تحته: والدتك وأختك وغداً ابنتك وزوجتك.
*الصديق/ نورالدين
** اعتذر عن مقابلتك لفترة قصيرة أنت وأصدقائي لدواعي السفر وبعد عودتي سأتصل بك مباشرة لتحديد الموعد لك.. ولكل قرائي خالص مودتي.
************************************************
للقراء .. رأي
السبت 21 مايو 2011
* وصلني تعليق من الصديق.. محمد منصور الدقهلية يقول فيه تعليقاً عن مشكلة الزوج السعودي التي نشرت في الأسبوع الماضي..
مهما كان الفقر والعوز فما فعلته هذه الأسرة جريمة بكل المقاييس في حق ابنتهم. تلك الطفلة التي اشتراها بالرخيص دكتور سعودي لا لشيء إلا لأنه يمتلك المال.. ولكن الحقيقة أن هذه الكارثة لا تنفي أنه الآن أب لأطفال من هذه السيدة وعليه أن يراقب الله فيهما وعلي الخارجية المصرية أن تقف معها وعلينا أن نحارب هذه الظاهرة وما أقصده ليس عدم الزواج من إخواننا العرب.. ولكن الحصول علي الضمانات التي تضمن ألا تهان بناتنا لديهم وتسلب حقوقهن.. وهذا لن يقدمه إلا القانون والجهات المختصة بعمل نماذج لعقود الزواج من الأجانب تضمن كافة الحقوق وتدخل السفارات لحل هذه المشاكل.. أرجو أن تكون هناك استجابة سريعة. وأنا ياسيدتي محام وعلي استعداد لأن أساعدها وأتدخل فلي ابنة مثلها وأخاف عليها وأخاف علي كل بنت مصرية.
ولك تحياتي وتقديري علي دورك النبيل ودور جريدتكم المحترم.