في كتاب حياة كل منا سطور يتوقف أمامها.. وربما يحتاج إلي من يشاركه الرأي فيها خاصة إذا كانت تتعلق بنبضات القلب ومشاعر العاطفة.. وها أنا أريد أن نقرأها سويا بمنتهي الحرية والصراحة.. وبدون تردد. ابعث إلي بهذه السطور. فأنا في انتظارها.
.
المقابلة الشخصية وتلقي المكالمات التليفونية علي تليفون رقم 5781515 و5783333 أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من كل أسبوع بمقر الجريدة من الساعة الخامسة حتي الثامنة مساءً.
.
برجاء عدم الحديث إلا مع محررة الباب فقط.
E-mail: halafahmy_64@yahoo.com

غد أفضل


غد أفضل
هالة فهمي
جريدة المساء : السبت 30 أبريل 2011
"الضحكة الزين والكلمة الزين ترد الدين" تذكرت هذا المثل الشعبي العظيم وأنا في طريقي للجريدة صباحا كنت متأففة من الزحام وعشوائية القيادة وأترحم في سري علي الأيام الأولي للثورة والأيام التي تلتها واشتقت لتلك الروح الجميلة التي كانت تجعلنا نحتمل كل البلطجة التي مارستها الحكومة المخلوعة بل كانت تنزع عنا الخوف علي فلذات أكبادنا في الميدان.
وفجأة وبدون أي تنبيه فوجئت بأحد "الميكروباصات" يكسر عليّ انحرفت يسارا وأكملت مسيري كاظمة غيظي فماذا أفعل؟ وحمدت الله أنني تنبهت في اللحظة المناسبة.
وبعد أقل من خمسة أمتار وجدت بجواري نفس السائق يمد يده من السيارة ليلفت نظري إليه ليعتذر عما بدر منه.. هززت رأسي وتنهدت براحة كبيرة فقد نزع عني غيظي وقهري لأنني لا أستطيع  إعاقة الطريق لعقاب هذا السائق السارح مع خياله ربما في مشكلة لديه وربما في حال البلد الذي يؤرقنا جميعا..
وما إن ابتعدت كيلو مترا آخر حتي وجدت "أتوبيس أخضر" ولأن الاتوبيسات الخضراء روح طاهرة لا يجب المساس بها فمسموح لها أن تنحرف يمينا وشمالا عاليا وتحت الأرض ولا يقدم سائقها لك أي اعتذار وهو يتقدم كالحية التي تتلوي فوق الأسفلت الخشن علي جلدها الناعم.
بعد هذا المشهد بخطوات تحت كوبري اكتوبر بشارع الجلاء.. المارة الحائرون فالأرصفة ذات اليمين مليئة بالباعة والميكروباصات المتجهة للإسكندرية علي الجانب الأيسر والمارة والملاكي وغيره في المنتصف ولأنني تعودت أن أرحم الكبير والصغير وألا أروع المارة وقفت حتي مرت من أمامي سيدة وأولادها ورجل مسن وقبل أن اتحرك متجهة لجريدتي بعد رحلة شاقة وجدت هذا الرجل المبتسم فوق الرصيف يشير لي بأن تفضلي مري وشكرا لأنك انتظرت المارة. وبهدوء رفع يده فوق رأسه وحياني وشيعني بهذه البسمة التي ذكرتني بالمثل الذي ذكرته في بداية مقالي.

المـراهـق الكبيـر ..


المـراهـق الكبيـر ..
السبت 23 أبريل 2011
* منذ 20 عاماً تزوجت.. ربما بطريقة تقليدية وكنت أظن أنها زيجة ناجحة.. أو هكذا اعتقدت وحدي.. ومنذ ستة اشهر تحولت لسيدة معلقة والسبب لا أعرف؟ والتصرف الوحيد الذي قدرت عليه هو الصمت والحزن والقهر.
كل عمري 40 عاماً. ولدي ابن عمره 19 عاما وابنة عمرها 14 عاما.. زوجي رجل مثقف ويعمل في مهنة من أرقي المهن لأنها تعني بآلام الناس.. ولي حياة مستقلة مستقرة.. كان يعجبه كل شيء فيَّ شكلي ملابسي.. أكلي.. تربيتي لأولادنا.. كل شيء.
وفجأة ذات صباح وكنت عائدة من توصيل ابنتنا للمدرسة فإذا بزوجي يقابلني علي باب الأسانسير مغادراً البيت وعندما سألته.. أين أنت ذاهب وما هذه الحقائب؟ قال إلي بيتي لقد انتهت العلاقة بيننا ولن أعود!
صرخت في وجهه: هكذا.. دون اخطار؟ دون أسباب؟ فلم يجب كان صمته يقتلني وهو يغلق باب الأسانسير ببرود ويغادر وكأنني لم أره يوما.
ومر أسبوع لم يسأل عني ولا عن أولاده وبعد هذا الانتظار اتصل طالباً مني أن ابلغ الأولاد الذهاب إلي النادي لكي يراهم.. تعجبت عندما ذهبت معهم وقابلني بشكل جاف. بل سيئ. وعندما غادرتهم ليأخذ راحته مع الأولاد.. جاءت سيدة عمرها 35 عاماً وجلست معهم وقال لهم: سلموا علي  "طنط"!! ولم تكن طنط هذه سوي زوجته الثانية والجديدة وهكذا كانت صدمتي.
اتصلت بأهلي وأخبرتهم فجاءوا وحاولوا الاتصال به لكنه لم يرد عليهم.. ثم اتصل بي وقال: دعينا نكون اصدقاء افضل من أجل الأولاد.. قلت له وليكن. لأجل أولادي سأوافق علي زواجك بشرط أن تعدل بيني وبينها وأن تخبرني ما الذي دفعك للزواج علي بصدق وصراحة؟ لكنه قال لي لن نعود إلي بعضنا ستظلين أنت أم الأولاد فقط وليس لك حقوق عندي فالشقة باسمك وأنت سيدة ثرية وتستطيعين الانفاق عليهم ولا تحتاجين مالي.. وإذا رغبت ممكن انفق علي أولادي فقط.. أما باقي حقوقك فأرجو أن تنسي ذلك تماماً.
وهكذا شعرت بالحسرة تقصم قلبي وتحطمه إلي نتف صغيرة لا تقوي علي حبه ولا كراهيته. لقد بعثر أيامي في الهواء ولم أعد قادرة علي شيء.. ستة أشهر مضت وهو لم يسمح لنا برؤيته.. ويأتي دور الناس فكل من يسأل لماذا تركتم بعضكما أقول لهم: دون سبب فقط زوجي يعيش قصة حب جديدة مع زوجته لا بأس.. أنا الأخري زوجته ولكنه نسي. أغضبه هذا الكلام وزعم انني انسانة مستفزة رغم أنني لا أحاول ذلك ولكنه يراني أيضا متعجرفة وهذا لا يحدث فأنا من الزوجات اللاتي توقر الزوج وتحترمه.. حتي ان والدتي طالبتني بأن اقوم بخلعه ونسيانه.. ولكنني رفضت ان اخلع والد أولادي.
بعد هذه الفترة التي قاطعنا فيها رفض ابني الكبير رؤيته ثانية. وقرر أن يقطع صلته به ورغم انني سعيدة لذلك إلا أنني لم أظهر ذلك حتي لا أشجع ابني علي كراهية والده. أما ابنتي فهي تبكي ليل نهار.
سيدتي أنا أحبه حتي الآن وليس هذا ضعفاً مني وإنما هي العشرة. 20 عاماً هل تموت بهذه السرعة؟.. هل تموت بهذه البساطة عشرتي في قلبه؟! قد لا تجدين حلاً معي فأنا لا أرغب في الطلاق ولا الخلع.. فقط اصبحت لدي رغبة في أن افعل كل ما تنازلت عنه لأجله وأجل حبه.
فقط اسألك هل يجوز لامرأة في الأربعين ان تعود للدرس والتحصيل الجامعي وأولادي في مثل هذا العمر؟ أنا فقط أريد ألا يكون مالي هو مؤهلي الوحيد.. علي فكرة أنا لم أحصل علي شهادة ولكنني لست أمية ولا جاهلة فأنا مثقفة جدا ولكن بلا شهادات وأدير مع اسرتي اعمالها في الاستيراد والتصدير وأتكلم اللغة الانجليزية والألمانية من "كورسات" اخذتها لدعم أولادي.. ولأنني كنت خريجة "مدارس لغات" فقط تزوجته بعد رسوبي في الثانوية العامة ولم أكمل دراستي ولكن اهتمامي باللغات استمر وأيضا دون شهادات معترف بها.. أنا الآن ارغب في تكملة دراستي.. كيف أصل لهذا العون منك ولا يهمني المال.. المهم ألا يعّيرني ابنائي لأنه لا أحد من اصدقائهم يعلم انني بلا مؤهل.
ارجوك.. ردي بسرعي.. لقد غيرت من مظهري ويبقي الجوهر.. فهل هذا ممكن؟ رجاء الرد السريع هل أعود للصمت.. أم ماذا أفعل؟!
بدون توقيع
* * لا أعرف لماذا الصمت؟! فلكل فعل رد فعل. فأين السبب؟ وأين رد الفعل الذي يجب أن يكون؟
عاش معك 20  عاماً وفجأة يهرب تاركاً مسئولياته وكأنه لم يكن إلا ضيفا في منزلك الذي تمتلكينه ثم رحل عنك وعن أولاده ليتحول إلي صديق يراهم في النادي ولا يقوم بواجباته لا ناحيتك ولا ناحيتهم.
تحول إلي مراهق عاشق يمارس فعل الحب والعشق والزواج وعلي الرغم من احترامك لهذه التجربة غير  الملتزمة بأي أصول ولا أعراف إلا أنه أنكر عليك هذا العقل وهذا الحق.
يا صديقتي ليس أمامك إلا حل واحد.. بدلاً من الخلع.. حكم من أهلك.. وحكم من أهله ليناقشوا ما يجب فعله. إما أن يعدل ولووو ماديا ويعود إلي أسرته ويراعي مصالحكم. وإلا فليرحل وللأبد.. ويكفي ان ابنه الذي من صلبه يطلب منك أن تطلبي الطلاق من والده.. الابن وصل لما يجب أن تصلي إليه.. لا يصح أن تتحولي لسيدة معلقة فهذا لا يرضي الله وإن احتملتيه الآن لن تطيقيه غداً.. اعلمي أيتها السيدة أنك تظلمين نفسك وأنك ستتحولين لامرأة مجروحة تتخبط.. "الشهادة" ليست السبب في تركك بهذه الطريقة.. لأنك مثقفة وحاملة للغتين قد لا تستطيع خريجة الجامعة ان تتحصل عليهما.
لك ما شئت.. ولكن لا تعيشي فقط كي تثبتي لهذا الرجل أنك كنت الأفضل وأنه سيندم إن تركك.. عيشي لنفسك ولأولادك دوري في مدارك لا في مداره.. ابحثي لنفسك عن حياة جديدة بعيداً عن انتظاره أو الانتقام منه كوني نفسك حتي تتخلصي من هذه التجربة الأليمة لا تجلسي معلقة ولا راهبة في محراب هذا الخائن الذي لا أمان له.. والأمان هو الأصل في العلاقة الزوجية.. السكن والمودة والرحمة كلهم أشياء لا وجود لها لدي هذا الزوج.
إذن فلماذا البقاء عليه أرجو أن تجيبي علي هذا السؤال؟ وستجدي الحل.

أنـواع مـن الحـب ..


أنـواع مـن الحـب ...
السبت 23 أبريل 2011
* لأنني أحببت. فأنا المخطئة"!" أو لعل أهلي هم المخطئون لأنهم وقفوا كحجر عثرة في وجه حبي.. وربما لا أنا ولا هم.. بل حبيبي الذي أحبني!!
عمري الآن 16 عاماً.. أحببت جاري الذي تعرفت عليه بعد عودتي من الخارج.. وكأنه في انتظاري. كان عمري وقتها 12 عاماً.. عندما حاول التحدث إليَّ عن طريق قريبته والتي هي زميلتي في المدرسة عاما بأكمله وأنا أرفض مما زاده حباً وشغفاً بي.. وذات يوم سمحت لنفسي بأخذ خطاب منه علي الرغم أنني لم أرد عليه.
وعندما أصبح عمري 13 عاما وافقت علي مقابلته تحت الإلحاح الشديد وكنت قد بدأت في مراسلته وايضا بدأت انتقل من المرحلة الاعدادية إلي الثانوي.. وكان خائفاً عليَّ لأن المدرسة مشتركة والشباب بها منحرفون ولأنني جميلة جداً.
دخلت المدرسة وأنا أحمل مخاوفه معي وتحققت تلك المخاوف. فلم يتركني زميل إلا وغازلني وحاول مضايقتي واشاع حولي الكلمات التي اساءت إلي سمعتي.. ساءت علاقتي بحبيبي.. وقتها طالبت أن ألقاه وشرحت له الأمر وطلبت منه أن يتأكد من حكمه عليَّ.. وعدنا إلي بعض وعرف أهلنا بذلك وهددني أهلي بأنهم سحرمونني من الدراسة وقالوا إن هذا "لعب عيال" وتقدم لي حبيبي ولكنهم رفضوه.
ثم قامت الثورة وذهب مع الشباب إلي ميدان التحرير ومرت الأزمة وعاد مصابا في ساقه وهو الآن يتعافي واختلفت نظرة اسرتي إليه.. ولكنه لم يعاود الطلب مرة ثانية..
وعندما سألته قال عليك ان تنهي الثانوية أولا وتدخلي الجامعة.. وأكون قد وجدت العمل الذي يجعل أهلك لا يقولون ان حبي لك ليس "لعب عيال" وبأنني رجل استحق أن امد يدي في يد والدك.
ومن وقتها وهو يحاول ان ينصحني كلما رأيته ان اهتم بدراستي واصبح هو مهتما بقضايا الأحزاب والسياسة والانتخابات والمحاكمات.
نسي الكلمات الجميلة العذبة التي كان يقولها فهل نسيني؟ انني لا أعرف كيف اذاكر وهو بعيد.. ارجوك ساعديني.. هل كرهني حبيبي؟.. هل أحب أخري أثناء الثورة؟.. أم هل يعتقد انني مجرد جميلة تافهة لأنني لم أنزل معه إلي الميدان؟!
أرجوك ردي بسرعة.
"الصديقة التعسة"
* * صديقتي الصغيرة جدا ولا أقصد أنك صغيرة علي الحب.. فالحب يا طفلتي يولد مع الإنسان ولولا الحب ما عمرت البشرية ولولا حبك ما وصلت إلي القلم ولا خططت مشكلتك البريئة جداً. فقد علمك أهلك الحرية  ومنحوك ثقتهم.. وبالحب أرسلت لي وبالحب ستستمعين لرأيي.
إذن الحب مجموعة علاقات متشابكة. حب أسرتك الذي تنعمين به. وحب فتاك. وحب الصراحة والمواجهة. كلها علاقات متشابكة أعلاها حب الله.
أما الحب الذي يدغدغ المشاعر ويلهب الوجدان فهو كأس وجميعنا لابد أن نتذوقه.. كل منا يرشف منه علي قدر طاقته.. قد يكون حبه لك صادقاً لأنه تقدم وخطبك وشارك في تحرير وطنه من الطغاة.. والآن يحافظ عليك ولا يريد لك أن تخسري دراستك لأنه يعلم أن الحب آت.. لا محالة..
ولأن الحب أنواع أعلاها حب الله ثم حب الوطن.
لهذا أري أن حبيبك أكثر نضجاً منك رغم انك لم تذكري لنا سنه ولكنه يرتب أفكاره خاصة بعد الثورة التي غيرت ضمير أمة بأكملها.
نعم يا صديقتي حبيبك تغير ولكن ليس للأسوأ بل للأفضل. فهو يفضل أن تتمي تعليمك حتي تستقر الأمور ويجد فرصة عمل ليكون جديرا بك.. أنا اؤكد لك انه يحبك جدا وجزء من حبه يتمثل في خوفه علي الوطن الذي يشارك في تحريره وصياغة مستقبله عندما قدم روحه. ثم ها هو ذا يرهن مستقبله فداء لمصر.. أي لك.. فالمرأة جزء من كل.. ومصر هي الكل.
تأكدي أنك ستتزوجين من بطل يكن له والداك الاحترام وهو يبحث عن المزيد.
انتبهي لمستقبلك واحرصي علي التمسك به ويكفي أن اسرتك تعلم بحبك له وحبه لك وان النهاية هي الزواج إن شاء الله.