المشـاعر المتحجـرة
هالة فهمى : المساء ـ السبت 17 سبتمبر 2011
* المشكلة لا تمت لي أنا شخصياً بصلة.. لكنها مشكلة تخص أمي وأخي ولكنني أردت أن أرسلها إليك لعلي أجد الحل بين سطورك. مات أبي منذ سنوات طويلة وترك لأمي اختين غيري وأخ وحيد.. شعرنا أنه أبي بعد فترة ورغم أنني الكبيرة إلا أنه حين يضمني لصدره أشعر بحضن أبي ودفئه.. المشكلة أن أخي مسافر دائماً ونشتاق له ولإجازته كل عام.. تغيرت طباع أخي مع الزمن وكأن الغربة وصمته ببرودتها وجعلته حجري المشاعر.. يظن أن علاقته بنا حفنة من الهدايا تجاوزنا هذا الفقد ولكن أمي لم تتجاوزه.. وهذا طبيعي ومنطقي.. فهي أم وهذا ابنها الذكر الوحيد سندها أو هكذا كان يجب أن يكون. إلا أن علامات الاهمال بدأت علي أخي الذي كان من المفروض أن يعود لمصر بعد وفاة والدنا لعله يحتضن أختيه الأصغر منه.
لكنه لم يفعل لأنه اعتاد أن يكون هناك من يسد فراغ عدم وجوده ألا وهي أنا كاتبة هذه السطور قلت لنفسي وقتها لا بأس فأنا الكبري وهو أخي الذي اعتبرته توأم الروح من شدة الارتباط به.. حتي أنه ذات يوم وقع له حادث في خارج مصر وعرفت ذلك بقلبي وكأني أمه ولم أهدأ إلا بعد أن وجدته واطمأن قلبي عليه.. تزوج أخي من إنسانة محترمة طيبة ولكنها فجأة وبعد أن كنا نعتبرها اختنا بدأت ترفض وجود أمي في حياته وبأشكال لا تؤخد عليها.. دائماً تهاجم أمي وتسخر منها في غيابه بالطبع هي لم تشك منها وأقصد هنا أمي والسبب أنها كانت تخاف علي ابنها في الغربة أن يعرف ويغضب ويقع بين شقي الرحي الأم والزوجة ومع ذلك كان يتسرب لأخي بعض ما يحدث فيعنف زوجته التي لم تنته وتجنبتها أمي ولكن الزوجة وضعت نفسها في مقارنة مع أمي خاصة أن أخي يحبها ويجلها جداً وأيضاً يحب زوجته.. فما كان منها أن بدأت تنافس أمي علي هذا الحب ناسية أن لكل منهما طريقة تختلف عن الأخري في حبها ولكن ما حدث كان عنيفاً ضغطت هذه الزوجة بلا رحمة في تصرفاتها علي الأم مما جعلني أصمم علي أخذها خاصة بعد أن سقطت صريعة المرض.
لكنه لم يفعل لأنه اعتاد أن يكون هناك من يسد فراغ عدم وجوده ألا وهي أنا كاتبة هذه السطور قلت لنفسي وقتها لا بأس فأنا الكبري وهو أخي الذي اعتبرته توأم الروح من شدة الارتباط به.. حتي أنه ذات يوم وقع له حادث في خارج مصر وعرفت ذلك بقلبي وكأني أمه ولم أهدأ إلا بعد أن وجدته واطمأن قلبي عليه.. تزوج أخي من إنسانة محترمة طيبة ولكنها فجأة وبعد أن كنا نعتبرها اختنا بدأت ترفض وجود أمي في حياته وبأشكال لا تؤخد عليها.. دائماً تهاجم أمي وتسخر منها في غيابه بالطبع هي لم تشك منها وأقصد هنا أمي والسبب أنها كانت تخاف علي ابنها في الغربة أن يعرف ويغضب ويقع بين شقي الرحي الأم والزوجة ومع ذلك كان يتسرب لأخي بعض ما يحدث فيعنف زوجته التي لم تنته وتجنبتها أمي ولكن الزوجة وضعت نفسها في مقارنة مع أمي خاصة أن أخي يحبها ويجلها جداً وأيضاً يحب زوجته.. فما كان منها أن بدأت تنافس أمي علي هذا الحب ناسية أن لكل منهما طريقة تختلف عن الأخري في حبها ولكن ما حدث كان عنيفاً ضغطت هذه الزوجة بلا رحمة في تصرفاتها علي الأم مما جعلني أصمم علي أخذها خاصة بعد أن سقطت صريعة المرض.
وفي الإجازة السنوية عاد أخي ليعامل الأم بجفاء شديد وكذلك الأخوات وكأنه لم يعد لأجلهم.. تجاهل للأم شديد.. ظلت أمي تبكي و بدأت علامات المرض تراودها من جديد وقد نبه الطبيب علي ضرورة علي عدم الانفعال.. مما دفعني للحديث مع أخي الذي ثار علي واتهمنا بأننا نفتعل المشاكل كل إجازة بل أغلق الهاتف في وجهي ولم يكلم أمي ولا مرة بعدها مما جعل أمي شبه منهارة.
سيدتي أنا خائفة عليها ولا أعرف كيف أتصرف وكل ما فعلته أمي قالت حسبي الله ونعم الوكيل ماذا فعلت لها لتجعل من قلب ابني قاسياً علي وإذا كان هذا حاله الآن معكن فكيف سيكون بعد موتي.
المشكلة أنا حائرة بين خوفي علي أمي وخوفي أن تغضب علي ابنها.. فرغم كل شيء أنا أحب أخي ولا أرغب في اغضابها فماذا أفعل أرجوك ساعديني.
بدون توقيع
"ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة.. وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيراً" صدق الله العظيم.
المشكلة التي لا يدركها الأبناء إلا بعد فوات الأوان أن الله يؤجل حساب كل شيء إلا عقوق الوالدين يحاسب عليه في الدنيا ثم في الآخرة وقد تغفر الأم لابنها قبل موتها ولكنها قد لا تغفر ذلك لزوجته التي حرمتها هذا الابن بصغائر الأفعال.. الأمر يا عزيزتي له علاقة أيضاً بالنشأة فقد يكون هذا الأخ لم يتعود علي تحمل المسئولية من قبل وهذا يدفعه نحو الأنانية في تصرفاته.. الأمر لا يستحق الخوف وإن كان هناك من يخاف فهو الأخ الذي يغضب أمه ويقطع رحمه بكم.. وقد تكون غمة لا أكثر وقد تنتهي قريباً المهم في هذا هو الأم التي عليها أن تفهم أن جزء مما يحدث الآن هو التربية فهي لم تعلمه كيف يجلس بين يديها ليستمع إليها وماهي واجباته التي عليه.. أتصور أيضاً أن ما يحدث الآن وقد يحدث في ثورة غضبه ليس إلا نزق وربما تكون هناك محاولات من الزوجة للوقيعة خاصة أنها لم تحاول أن تصلحه ولم تحاول أن تكون زوجة تهتم بأمه كأم لها.. لا تخافي فقط كونوا بجانب والدتكن وسوف تمر هذه الأزمة دون شك الأمر لا يحتاج إلا إلي الوقت وليرحم الله هذا الابن من شر نفسه وأدعو الله أن يعود إليكم في صورة الأخ والأب معاً يقدم إليكم حبه وحنانه واعتقد أن هذا ما تريدونه منه.
ـ طالع المقال من المصدر (جريدة المساء 17/9/2011) >اضغط هنا<
ـ نص المقال (غد أفضل) المنشور بجريدة المساء 17/9/2011 على هذا الرابط :