نبضات قلب : جريدة المساء السبت 30 يوليو 2011


مطلقة جميلة جداً..
السبت 30 يوليو 2011
* لا أدري كيف أقص عليك حكايتي فأنا شخص خائن للأمانة بكل المقاييس التي تضعين فيها مشاكلنا تحت المنظار.. لتقولي رأيك.
أنا ياسيدتي شاب تخرجت في الجامعة ولم أجد عملاً مما دفعني أنا وبعض الزملاء إلي التجمع في مشروع بسيط ولكنه يحمينا من الفقر ومد الأيدي لأسرنا التي لم تقصر معنا.
مما سبق قد تقولين انني شاب مثالي خاصة وانني أصلي وأصوم وأؤدي كل الفروض التي تجب علي كل مسلم.. إلي أن التقيتها. أخت أحد الشركاء من الاصدقاء.. عادت من الخارج بسبب مشكلة مع زوجها ولا تريد أن تعود إليه.
جميلة بشكل يستفز المشاعر ويحركها لحبها. وهذا ما حدث.. وقعت في حبها ولصلتها بنا كانت تأتي إلينا في المشروع وتجلس معي واحياناً كنت أقوم بتوصيلها لمنزلها بحكم الثقة الشديدة التي وضعها أخيها فيَّ.. بالتدريج وجدتني اتعلق بها وأصارحها بحبي.. هي الأخري احبتني جداً وبدأت لقاؤنا يتكرر حتي أهملت في المشروع لأكون معها. وتطور الأمر بأن اصبحنا نلتقي في شقتها البعيدة عن منزل الأسرة. وفي اللقاء الثاني لم أشعر إلا وأنا اتعامل معها معاملة الأزواج.
شهور وعلاقتي بها تتطور.. إلي ان بدأت الأمور تتوتر. والدتها اصبحت تضغط عليها للعودة لزوجها.. هو نفسه وأقصد زوجها قرر العودة نهائياً إلي مصر ويرغب في الصلح.. وهذا يعني أننا لن نلتقي بعد الآن في الشقة. وعندما طلبت مني أن ابحث عن مكان وتطلب هي الطلاق أو ترفع قضية خلع أسقط في يدي فلا حيلة لي.
عندما عرضت الأمر علي والدتي وبالطبع لم أصف لها الصورة كاملة فكان كل ما قلته لها انني أرغب في الزواج من مطلقة جميلة جداً.. غضبت أمي ورفضت ذلك وهددت بمقاطعتي.
سيدتي مازالت العلاقة مستمرة بيننا وإن كانت تعقدت أكثر بسبب أحد الاصدقاء الذين عرفوا قصتي معها وشاهدها معي أكثر من مرة وقال لي أن هذا السلوك شائن وانني غير أمين وسارق لشرف صديقنا.
حاولت الامتناع عن لقاؤها ولكنها تطلب ذلك وتصر عليه بل وتقول إنها آخر فرصة لنا قبل عودة زوجها من الخارج.
أرجوك دليني كيف اتصرف معها وكيف اتزوجها وأنا لا أملك مصروفاً يومياً وليس لدي سكن وكيف سأخبر أخاها.. وهل حقاً أنا لص أعراض؟.. لقد احببتها ولم يكن غرضي العبث معها أبداً.. أرجوك ساعديني فأنا أحب الله ولا أرغب في غضبه أكثر من ذلك.
بدون توقيع
** كدت أقول حقاً عندما قرأت بداية كلامك أنني أمام شخص مثالي لم ينتظر الوظيفة وقرر العمل والكفاح. وهذه البداية وحدها تدفع أي شخص لاحترامك.. إلي أن قررت القفز من النافذة الخلفية للوصول إلي احدي الرغبات التي تحول ظروفك دون الوصول إليها الآن علي الأقل وهي الزواج.. ولكن ياصديقي الزواج شيء وما فعلته شيء آخر لا يليق بموقفك من العمل. ولأن الإنسان يجب ألا يكون مجزأ ويجب ان تتوافق الأفكار مع الأخلاق ليكون الإنسان سوياً.. تعجبت مما فعلت فقد بهرك جمال أخت صديقك ولم يلفت نظرك سوء الأخلاق.. فهي زوجة لم تطلق بعد. لكنها قبلت أن تعيش حالة الحب والعشق في المخبأ السري الذي أعده زوجها ليكون عشاً سعيداً لهما!! أياً كانت أسباب تركها لزوجها والعودة إلي مصر فلا يجب ان تستبدل رجلاً برجل دون وجه حق.. فكيف رأيت جمال الوجه ولم تر قبح الداخل؟!
أقول لك: إن المرأة التي تبيع شرفها دون مراعاة لرباط مقدس وميثاق غليظ قادرة علي بيك بالقطعة إن استطاعت.
أذكر انني ناقشت يوما في ندوة أن الشيطان مؤكد له وجه جميل أو عدة أوجه جميلة ليغري بها من يتبعه.. وله قدرة علي التأثير وإلا ما استطاع الغواية.
ياصديقي لقد قلت أنك تحب الله ولا ترغب في غضبه ومع ذلك لا تطيعه.. لقد نهي الله عن الزنا والفواحش.. فكيف تحبه وان تقترف أبغض الذنوب.. وتكره الشيطان ومع ذلك تطيعه؟!
أليست مفارقة عجيبة لمن يحب الله ولا يطيعه ويكره الشيطان ويطيعه؟
هذه هي الطبيعة التي تجعلنا لا نبحث خلف أفعالنا بعقل محايد. ولهذا نقع في الأخطاء لأننا نبررها لأنفسنا حسب هوانا.
نعم ياصديقي أنت سارق ولص أعراض ولم تسرق صديقك فقط.. بل نفسك أولا. وزوج هذه الجميلة ثم صديقك.. وقبل كل هؤلاء -الله- أترك هذه الفتاة التي تركض خلف نزواتها وهواها فليست هي الزوجة الصالحة التي تحفظك. وعد إلي عملك واعتذر بشكل عملي لصديقك دون أن تخبره بالإخلاص في العمل.. وأكد يا صديقي أن باقي المشاكل ستحل في حال أن تتقي الله فيجعل لك مخرجاً- إن شاء الله.
................................................................
أخي العزيز.. أرفض الطلاق
السبت 30 يوليو 2011
* لا تعجبني مشكلتي فهي ذات شقين وكلاهما مر كما الاختيار الذي قدمه لي أخي والذي لن أقبله.
منذ عام طلقت وعشت مع أولادي. يساعدني في النفقات والدي أعطاه الله طول العمر.. ومنذ ثلاثة أشهر تقريبا جاء زميلي لي في العمل يطلبني للزواج ولكن والدي كان له شروط.. ولم يكن لدي أي شروط خاصة لهذا الزميل الذي كنت أرقبه لسنوات فهو الآخر مطلق ولكنه يختلف عن طليقي فهو ينفق علي طليقته وأولاده وكل شيء يرغبونه متاحاً ويتحمل المسئولية. وكم تمنيت ياسيدتي أن أرزق برجل يتحمل المسئولية. ولا أخفيك سراً أنني احببته.
عرضت الأمر علي والدي فقال أريد شبكة ومهر ومؤخر وينفق علي أولادك.. فكيف بالله عليك ينفق علي أولادي وأولاده؟ وما ذنبه في الإنفاق علي أولادي من رجل آخر.. خاصة وأن أباهم علي قيد الحياة ويرفض الإنفاق عليهم؟!
جاء الاختيار فقررت الزواج منه دون علم أبي ولكن بشكل شرعي فذهبنا للمأذون وتم عقد قراننا وبدأنا في تجهيز شقتنا.. وكنت أقضي معه عدة ساعات فقط ويوم واحد كل اسبوع أدعي فيه انني في مأمورية عمل أمام أبي وأمي وأولادي.
عرف كل من في العمل أننا تزوجنا ولا نرغب في الإعلان خوفاً أن يأخذ طليقي الأبناء.. ولكن شاءت الظروف ان يعرف أخي.. وهو متزوج ورغم ذلك لا يفكر بالرحمة التي كان لابد ان تسكن قلبه لكنها هجرته لغير رجعة.. فماذا قال أخي العزيز؟.. قال: عليك بالطلاق أولاً.. ثم يتقدم زوجك وسوف أجعل والدك يوافق.. فهل هذا منطق وهل هذا عقل؟.. بالطبع رفضت بل لم أعرض الأمر علي زوجي وقررت أن أفاتح والدي بالأمر وليكن ما يكون.
فعلا اعترفت لأبي الذي ثار وغضب وقرر ان يقاطعني ويحرمني من الميراث ويسحب مساعدته المادية لي.. حاولت إقناعه لم يسمعني وقال: انت قتلتني من حياتك وهكذا سأفعل علي الرغم من انني فعلت ما فعلت مدفوعة بالخوف منه والخوف من خسارة هذا الرجل الذي أعيش معه في سعادة والذي لم يسئ إليّّ ولو للحظة.
الحقيقة انني لا أرغب في الخصام مع أبي. فهو رجل كبير ولكنه حتي الآن يصرخ كلما رآني: ما الذي جاء بك إلي هنا؟.. وأعرف أن هذا سوف ينعكس علي والدتي وأخوتي ولكن ماذا أفعل؟.. انني الآن زوجة وأريد الاعتذار لأبي الذي يقول ان زواجي باطل لأنني تزوجت بدون ولي فهل هذا حقيقي؟
ساعديني أكرمك الله.. لأن أخي يحاول إقناع والدي بأن أطلق وأتزوج من جديد أمام الناس.
بدون توقيع
** نبدأ من حيث انتهت الرسالة هل زواجك باطل؟
يقول لك الشيخ أحمد عبدالرحمن القاضي وكيل عام المأذونين بالجمهورية: إن الثيب يحق لها ان تزوج نفسها وأن هذا الزواج ليس باطلاً فقد توفر فيه الإشهار والإعلان والشهود.. تبقي مسألة لا زواج إلا بولي.. وفي هذه الحالة هناك تأويلات. فالمأذون ولي. وشيخ الحارة ولي. والقاضي ولي.. خاصة في حالة الثيب. وهذا أفضل من العرض إذا قارنا ما يقول به البعض.
تبقي مشكلتك مع والدك والتي ستنتهي بإذن الله. فقط تأخذ وقتها.. فكل شيء يولد صغيراً ويكبر إلا الحزن يولد كبيراً ويصغر.
حاولي ان تهدئي من روعه وبثيه حبك وحنانك. وعندما يصل إلي ذروة غضبه اصبري عليه وأكدي له أن خوفك منه هو دافعك لهذا التصرف. وأنك تعتذرين منه ولا يمكن الاعتذار. فقد شعر الأب فجأة أن ابنته تلغي وجوده وهو الذي عاش لأجلها سنوات طويلة يرعي مصالحها ويعيش مشاكلها.. المشكلة هنا ايضا أنه لا يراك تلك الطفلة في قماطها والآباء والأمهات لا يرون أولادهم كباراً أبداً وهذه الحياة ولهذا كان حزنه كبيراً.
أعاود أقول لك لا تتنازلي عن أن يسامحك ويغفر لك والدك هذا الخطأ. ويبارك زواجك وعليك في حالة هدوئه ان تشرحي له انك سعيدة وأن المهر والشبكة والمؤخر لم يضمنوا سعادتك في الزواج الأول.. بينما قد ينجح الزواج الثاني لأن ضمانه الأول والأخير الحب والاحترام والمودة. وهذا سوف يساعد والدك علي النسيان وتجاوز الأزمة.
وعليك بطلب المساعدة من إخوتك أما الأخ الذي يحرضك علي الطلاق أو يدفع فكر والدك لهذا التصرف.. فهو تفكير العاجز الذي يريد إفشال هذا الزواج ولا يعرف فيطالبك بما لا يغفره لك زوجك وإن كنت أعيب عليه أنه وافقك علي هذا التسرع.. فهل يقبل مثل هذا التصرف من ابنته أو أخته؟ عليه أن يفكر جيداً وعليه ان يتحمل ايضاً اللقاء بينه وبين والدك فهو لن يكون لقاء بسيطاً وإنما قد يكون اللقاء عاصفاً شديداً. ولهذا أقول لك حاولي وأطيلي حبال الصبر.
...............................................................
لك .. وحدك
* الصديق. ف- الإسكندرية
السبت 30 يوليو 2011
** أرسلت لي عدة رسائل لم أفهم منها شيئاً.. في الأولي أفضت في شرح كيف تقابلت ومحبوبتك والثانية وصفتها وخلصت عليها أسماء كل بطلات قصص الحواديت. وذيلت الرسالة الثالثة بأشعار الحب الصوفي والتبتل في وصف المحبوب.. والمحبوب الذي يصفه الصوفيون هو الله ياصديقي جل في علاه.. المهم أن الرسائل ليس فيها شكوي ولهذا أقول لك أعانك الله علي حالة حبك.
*الصديق. ن
** زوجتك ياصديقي سيدة فاضلة بكل المقاييس.. إنها تحاول الحفاظ علي بيتها وأولادها. وقبل كل هذا زوجها الذي هو انت.. فهل تعاقب المرأة إذا احببت زوجها؟ هناك رجال كثيرون يشتهون الحياة التي تحياها.. فكر ملياً قبل ان تخسر الحياة المنعمة التي تحياها.
*الصديق. صاحب رسالة الشيء البارد
**اعتقد أن وصفك للمشكلة رائع. ولكن ليس هناك مشكلة لعرضها.. فكل ما قلته لا يعدو إلا رسالة أدبية تنعي فيها عدة أمور ولهذا فهي تخرج عن نطاق الباب واعتذر منك وإن كنت اشكرك علي الأسلوب الرائع.. ولك تحياتي.
* الصديقة. وفاء